منتدى اسلامي رائع وضخم لأهل السنة والجماعة
نرحب بضيوفنا الكرام اللهم اجعلنا واياكم من اهل الجنة
منتدى اسلامي رائع وضخم لأهل السنة والجماعة
نرحب بضيوفنا الكرام اللهم اجعلنا واياكم من اهل الجنة
منتدى اسلامي رائع وضخم لأهل السنة والجماعة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى اسلامي رائع وضخم لأهل السنة والجماعة

منتدى علمي لنشر الدين وعلومه
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
((عن عبد الله بن عمر, أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: بلغوا عني ولو آية, ومن كذب علي متعمداً, فليتبوأ مقعده من النار))
﴿وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾
(وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ )

 

 كتاب الفتن » باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ويل للعرب من شر قد اقترب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 517
تاريخ التسجيل : 29/03/2014

كتاب الفتن » باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ويل للعرب من شر قد اقترب Empty
مُساهمةموضوع: كتاب الفتن » باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ويل للعرب من شر قد اقترب   كتاب الفتن » باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ويل للعرب من شر قد اقترب Emptyالجمعة أبريل 04, 2014 11:06 pm

6651 حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ ح وَحَدَّثَنِي مَحْمُودٌ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا " - ص 2590 -" قَالَ أَشْرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُطُمٍ مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى قَالُوا لَا قَالَ فَإِنِّي لَأَرَى الْفِتَنَ تَقَعُ خِلَالَ بُيُوتِكُمْ كَوَقْعِ الْقَطْرِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hadet123.7olm.org
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 517
تاريخ التسجيل : 29/03/2014

كتاب الفتن » باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ويل للعرب من شر قد اقترب Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب الفتن » باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ويل للعرب من شر قد اقترب   كتاب الفتن » باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ويل للعرب من شر قد اقترب Emptyالسبت أبريل 05, 2014 12:12 am

قوله : ( باب آطام المدينة ) بالمد ، جمع أطم بضمتين ، وهي الحصون التي تبنى بالحجارة ، وقيل : هو كل بيت مربع مسطح ، والآطام جمع قلة وجمع الكثرة أطوم ، والواحدة أطمة كأكمة . وقد ذكر الزبير بن بكار في " أخبار المدينة " ما كان بها من الآطام قبل حلول الأوس والخزرج بها ، ثم ما كان بها بعد حلولهم ، وأطال في ذلك .

قوله : ( أشرف ) أي : نظر من مكان مرتفع .

قوله : ( مواقع ) أي : مواضع السقوط ، و ( خلال ) أي : نواحيها ، شبه سقوط الفتن وكثرتها بسقوط القطر في الكثرة والعموم ، وهذا من علامات النبوة لإخباره بما سيكون ، وقد ظهر مصداق ذلك من قتل عثمان وهلم جرا ، ولا سيما يوم الحرة ، والرؤية المذكورة يحتمل أن تكون بمعنى العلم أو رؤية العين بأن تكون الفتن مثلت له حتى رآها ، كما مثلت له الجنة والنار في القبلة حتى رآهما وهو يصلي .

قوله : ( تابعه معمر وسليمان بن كثير ) أما رواية معمر فوصلها المؤلف في الفتن ، وأما متابعة سليمان بن كثير فوصلها المؤلف في " بر الوالدين " له خارج الصحيح ، وسيأتي بقية الكلام على هذا الحديث في كتاب الفتن .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hadet123.7olm.org
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 517
تاريخ التسجيل : 29/03/2014

كتاب الفتن » باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ويل للعرب من شر قد اقترب Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب الفتن » باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ويل للعرب من شر قد اقترب   كتاب الفتن » باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ويل للعرب من شر قد اقترب Emptyالسبت أبريل 05, 2014 12:32 am

كتاب الفتن وأشراط الساعة

قوله في رواية ابن أبي شيبة وسعيد بن عمرو وزهير وابن أبي عمر (عن سفيان عن الزهري عن عروة عن زينب بنت أبي سلمة عن حبيبة عن أم حبيبة عن زينب بنت) جحش هذا الإسناد اجتمع فيه أربع صحابيات زوجتان لرسول الله صلى الله عليه وسلم وربيبتان له بعضهن عن بعض ولا يعلم حديث اجتمع فيه أربع صحابيات بعضهن عن بعض غيره وأما اجتماع أربعة صحابة أو أربعة تابعيين بعضهم عن بعض فوجدت منه أحاديث قد جمعتها في جزء ونبهت في هذا الشرح على ما مر منها في صحيح مسلم وحبيبة هذه هي بنت أم حبيبة أم المؤمنين بنت أبي سفيان ولدتها من زوجها عبد الله بن جحش الذي كانت عنده قبل النبي صلى الله عليه وسلم.

قوله صلى الله عليه وسلم (فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وعقد سفيان بيده عشرة) هكذا وقع في رواية سفيان عن الزهري ووقع بعده في رواية يونس عن الزهري وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها وفي حديث أبي هريرة بعده وعقد وهيب بيده تسعين فأما رواية سفيان ويونس فمتفقتان في المعنى وأما رواية أبي هريرة فمخالفة لهما لأن عقد التسعين أضيق من العشرة قال القاضي لعل حديث أبي هريرة متقدم فزاد قدر الفتح بعد هذا القدر قال أو يكون المراد التقريب بالتمثيل لا حقيقة التحديد ويأجوج ومأجوج غير مهموزين ومهموزان قرئ في السبع بالوجهين الجمهور بترك الهمز. قوله (أنهلك وفينا الصالحون) قال إذا كثر الخبث هو بفتح الخاء والباء وفسره الجمهور بالفسوق والفجور وقيل المراد الزنا خاصة وقيل أولاد الزنا والظاهر أنه المعاصي مطلقا ويهلك بكسر اللام على اللغة الفصيحة المشهورة وحكى فتحها وهو ضعيف أو فاسد ومعنى الحديث أن الخبث إذا كثر فقد يحصل الهلاك العام وإن كان هناك صالحون.

قوله (دخل الحارث بن أبي ربيعة وعبد الله بن صفوان على أم سلمة أم المؤمنين فسألاها عن الجيش الذي يخسف به وكان ذلك في أيام ابن الزبير) قال القاضي عياض قال أبو الوليد الكتاني هذا ليس بصحيح لأن أم سلمة توفيت في خلافة معاوية قبل موته بسنتين سنة تسع وخمسين ولم تدرك أيام ابن الزبير قال القاضي قد قيل أنها توفيت أيام يزيد بن معاوية في أولها فعلى هذا يستقيم ذكرها لأن ابن الزبير نازع يزيد أول ما بلغته بيعته عند وفاة معاوية ذكر ذلك الطبري وغيره وممن ذكر وفاة أم سلمة أيام يزيد أبو عمر بن عبد البر في الاستيعاب وقد ذكر مسلم الحديث بعد هذه الرواية من رواية حفصة وقال عن أم المؤمنين ولم يسمها قال الدارقطني هي عائشة قال ورواه سالم بن أبي الجعد عن حفصة أو أم سلمة وقال والحديث محفوظ عن أم سلمة وهو أيضا محفوظ عن حفصة هذا آخر كلام القاضي وممن ذكر أن أم سلمة توفيت أيام يزيد بن معاوية أبو بكر بن أبي خيثمة. قوله صلى الله عليه وسلم (فإذا كانوا ببيداء من الأرض) وفي رواية ببيداء المدينة قال العلماء البيداء كل أرض ملساء لا شيء بها وبيداء المدينة الشرف الذي قدام ذي الحليفة أي إلى جهة مكة

قوله صلى الله عليه وسلم (ليؤمن هذا البيت جيش) أي يقصدونه. قوله صلى الله عليه وسلم (ليست لهم منعة) هي بفتح النون وكسرها أي ليس لهم من يجمعهم ويمنعهم. قوله عن (عبد الرحمن بن سابط) هو بكسر الباء ويوسف بن ماهك هو بفتح الهاء غيره مصروف

قوله (عبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه) هو بكسر الباء قيل معناه اضطرب بجسمه وقيل حرك أطرافه كمن يأخذ شيئا أو يدفعه. قوله صلى الله عليه وسلم (فيهم المستبصر والمجبور وابن السبيل يهلكون مهلكا واحدا ويصدرون مصادر شتى ويبعثهم الله على نياتهم) أما المستبصر فهو المستبين لذلك القاصد له عمدا وأما المجبور فهو المكره يقال أجبرته فهو مجبر هذه اللغة المشهورة ويقال أيضا جبرته فهو مجبور حكاها الفراء وغيره وجاء هذا الحديث على هذه اللغة وأما ابن السبيل فالمراد به سالك الطريق معهم وليس منهم ويهلكون مهلكا واحدا أي يقع الهلاك في الدنيا على جميعهم ويصدرون يوم القيامة مصادر شتى أي يبعثون مختلفين على قدر نياتهم فيجازون بحسبها وفي هذا الحديث من الفقه التباعد من أهل الظلم والتحذير من مجالستهم ومجالسة البغاة ونحوهم من المبطلين لئلا يناله ما يعاقبون به وفيه أن من كثر سواد قوم جرى عليه حكمهم في ظاهر عقوبات الدنيا

قوله (إن النبي صلى الله عليه وسلم أشرف على أطم من آطام المدينة ثم قال هل ترون ما أرى إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر) الأطم بضم الهمزة والطاء هو القصر والحصن وجمعه آطام ومعنى أشرف علا وارتفع والتشبيه بمواقع القطر في الكثرة والعموم أي أنها كثيرة وتعم الناس لا تختص بها طائفة وهذا إشارة إلى الحروب الجارية بينهم كوقعة الجمل وصفين والحرة ومقتل عثمان ومقتل الحسين رضي الله عنهما وغير ذلك وفيه معجزة ظاهرة له صلى الله عليه وسلم.

قوله صلى الله عليه وسلم (ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي من تشرف لها تستشرفه ومن وجد منها ملجأ فليعذبه) وفي رواية ستكون فتنة النائم فيها خير من اليقظان واليقظان فيها خير من القائم أما تشرف فروى على وجهين مشهورين أحدهما بفتح المثناة فوق والشين والراء والثاني يشرف بضم الياء وإسكان الشين وكسر الراء وهو من الإشراف للشيء وهو الانتصاب والتطلع إليه والتعرض له ومعنى تستشرفه تقلبه وتصرعه وقيل هو من الإشراف بمعنى الإشفاء على الهلاك ومنه أشفى المريض على الموت وأشرف وقوله صلى الله عليه وسلم ومن وجد منها ملجأ أي عاصما وموضعا يلتجئ إليه ويعتزل فليعذبه أي فليعتزل فيه وأما قوله صلى الله عليه وسلم القاعد فيها خير من القائم إلى آخره فمعناه بيان عظيم خطرها والحث على تجنبها والهرب منها ومن التشبث في شيء وأن شرها وفتنتها يكون على حسب التعلق بها.

قوله صلى الله عليه وسلم (يعمد على سيفه فيدق على حده بحجر) قيل المراد كسر السيف حقيقة على ظاهر الحديث ليسد على نفسه باب هذا القتال وقيل هو مجاز والمراد ترك القتال والأول أصح وهذا الحديث والأحاديث قبله وبعده مما يحتج به من لا يرى القتال في الفتنة بكل حال وقد اختلف العلماء في قتال الفتنة فقالت طائفة لا يقاتل في فتن المسلمين وإن دخلوا عليه بيته وطلبوا قتله فلا يجوز له المدافعة عن نفسه لأن الطالب متأول وهذا مذهب أبي بكرة الصحابي رضي الله عنه وغيره وقال ابن عمر وعمران بن الحصين رضي الله عنهم وغيرهما لا يدخل فيها لكن إن قصد دفع عن نفسه فهذان المذهبان متفقان على ترك الدخول في جميع فتن الإسلام وقال معظم الصحابة والتابعين وعامة علماء الإسلام يجب نصر المحق في الفتن والقيام معه بمقاتلة الباغين كما قال تعالى فقاتلوا التي تبغي الآية وهذا هو الصحيح وتتأول الأحاديث على من لم يظهر له المحق أو على طائفتين ظالمتين لا تأويل لواحدة منهما ولو كان كما قال الأولون لظهر الفساد واستطال أهل البغي والمبطلون والله أعلم.

قوله صلى الله عليه وسلم (إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار) معنى تواجها ضرب كل واحد وجه صاحبه أي ذاته وجملته وأما كون القاتل والمقتول من أهل النار فمحمول على من لا تأويل له ويكون قتالهما عصبية ونحوها ثم كونه في النار معناه مستحق لها وقد يجازى بذلك وقد يعفو الله تعالى عنه هذا مذهب أهل الحق وقد سبق تأويله مرات وعلى هذا يتأول كل ما جاء من نظائره واعلم أن الدماء التي جرت بين الصحابة رضي الله عنهم ليست بداخلة في هذا الوعيد ومذهب أهل السنة والحق إحسان الظن بهم والإمساك عما شجر بينهم وتأويل قتالهم وأنهم مجتهدون متأولون لم يقصدوا معصية ولا محض الدنيا بل اعتقد كل فريق أنه المحق ومخالفه باغ فوجب عليه قتاله ليرجع إلى أمر الله وكان بعضهم مصيبا وبعضهم مخطئا معذورا في الخطأ لأنه لاجتهاد والمجتهد إذا أخطأ لا إثم عليه وكان علي رضي الله عنه هو المحق المصيب في تلك الحروب هذا مذهب أهل السنة وكانت القضايا مشتبهة حتى أن جماعة من الصحابة تحيروا فيها فاعتزلوا الطائفتين ولم يقاتلوا ولم يتيقنوا الصواب ثم تأخروا عن مساعدته منهم. قوله (أرأيت إن أكرهت حتى ينطلق بي إلى أحد الصفين فضربني رجل بسيفه أو يجيء سهم فيقتلني قال يبوء بإثمه وإثمك ويكون من أصحاب النار) معنى يبوء به يلزمه ويرجع ويحتمله أي يبوء الذي أكرهك بإثمه في إكراهك وفي دخوله في الفتنة وبإثمك في قتلك غيره ويكون من أصحاب النار أي مستحقا لها وفي هذا الحديث رفع الإثم عن المكره على الحضور هناك وأما القتل فلا يباح بالإكراه بل يأثم المكره على المأمور به بالإجماع وقد نقل القاضي وغيره فيه الإجماع قال أصحابنا وكذا الإكراه على الزنا لا يرفع الإثم فيه هذا إذا أكرهت المرأة حتى مكنت من نفسها فأما إذا ربطت ولم يمكنها مدافعته فلا إثم والله أعلم. قوله صلى الله عليه وسلم (إن المقتول في النار لأنه أراد قتل صاحبه) فيه دلالة للمذهب الصحيح الذي عليه الجمهور أن من نوى المعصية وأصر على النية يكون آثما وإن لم يفعلها ولا تكلم وقد سبقت المسألة واضحة في كتاب الإيمان. قوله صلى الله عليه وسلم (فهما على جرف جهنم) هكذا هو في معظم النسخ جرف بالجيم وضم الراء وإسكانها وفي بعضها حرف بالحاء وهما متقاربتان ومعناه على طرفها قريب من السقوط فيها. قوله (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة ح وحدثنا ابن مثنى وابن بشار عن غندر عن شعبة عن منصور بإسناده مرفوعا) هذا الحديث مما استدركه الدارقطني وقال لم يرفعه الثوري عن منصور وهذا الاستدراك غير مقبول فإن شعبة إمام حافظ فزيادته الرفع مقبولة كما سبق بيانه مرات. قوله صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان) هذا من المعجزات وقد جرى هذا في العصر الأول.

قوله صلى الله عليه وسلم (إن الله قد زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض) أما زوى فمعناه جمع وهذا الحديث فيه معجزات ظاهرة وقد وقعت كلها بحمد الله كما أخبر به صلى الله عليه وسلم قال العلماء المراد بالكنزين الذهب والفضة والمراد كنزي كسرى وقيصر ملكي العراق والشام فيه إشارة إلى أن ملك هذه الأمة يكون معظم امتداده في جهتي المشرق والمغرب وهكذا وقع وأما في جهتي الجنوب والشمال فقليل بالنسبة إلى المشرق والمغرب وصلوات الله وسلامه على رسوله الصادق الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. قوله صلى الله عليه وسلم (فيستبيح بيضتهم) أي جماعتهم وأصلهم والبيضة أيضا العز والملك قوله (سبحانه وتعالى وإني قد أعطيك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة) أي لا أهلكهم بقحط يعمهم بل إن وقع قحط فيكون في ناحية يسيرة بالنسبة إلى باقي بلاد الإسلام فلله الحمد والشكر على جميع نعمه.

قوله صلى الله عليه وسلم (سألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين إلى آخره) هذا أيضا من المعجزات الظاهرة.

قوله (أخبرنا علباء بن أحمر قال حدثني أبو زيد) أما علباء فبعين مهملة مكسورة ثم لام ساكنة ثم باء موحدة ثم ألف ممدودة وأحمر آخره راء وأبو زيد هو عمرو بن أخطب بالخاء المعجمة الصحابي المشهور. قوله (عن حذيفة كنا عند عمر رضي الله عنه وذكر حديث الفتنة) وقد سبق شرحه في أواخر كتاب الإيمان.

قوله (قال جندب جئت يوم الجرعة فإذا رجل جالس) الجرعة بفتح الجيم وبفتح الراء وإسكانها والفتح أشهر وأجود وهي موضع بقرب الكوفة على طريق الحيرة ويوم الجرعة يوم خرج فيه أهل الكوفة يتلقون واليا ولاه عليهم عثمان فردوه وسألوا عثمان أن يولي عليهم أبا موسى الأشعري فولاه. قوله (بئس الجليس لي أنت منذ اليوم تسمعني أخالفك) وقع في جميع نسخ بلادنا المعتمدة أخالفك بالخاء المعجمة وقال القاضي رواية شيوخنا كافة بالحاء المهملة من الحلف الذي هو اليمين قال ورواه بعضهم بالمعجمة وكلاهما صحيح قال لكن المهملة أظهر لتكرر الإيمان بينهما.

قوله صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب) هو بفتح الياء المثناة تحت وكسر السين أي ينكشف لذهاب مائة.

قوله (في ظل أجم حسان) هو بضم الهمزة والجيم وهو الحصن وجمعه آجام كأطم وآطام في الوزن والمعنى. قوله (لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا) قال العلماء المراد بالأعناق هنا الرؤساء والكبراء وقيل الجماعات قال القاضي وقد يكون المراد بالأعناق نفسها وعبر بها عن أصحابها لا سيما وهي التي بها التطلع والتشوف للأشياء.

قوله صلى الله عليه وسلم (منعت العراق درهمها وقفيزها ومنعت الشام مديها ودينارها ومنعت مصر أردبها ودينارها وعدتم من حيث بدأتم) أما القفيز فمكيال معروف لأهل العراق قال الأزهري هو ثمانية مكاكيك والمكوك صاع ونصف وهو خمس كيلجات وأما المدي فبضم الميم على وزن قفل وهو مكيال معروف لأهل الشام قال العلماء يسع خمسة عشر مكوكا وأما الأردب فمكيال معروف لأهل مصر قال الأزهري وآخرون يسع أربعة وعشرين صاعا وفي معنى منعت العراق وغيرها قولان مشهوران أحدهما لإسلامهم فتسقط عنهم الجزية وهذا قد وجد والثاني وهو الأشهر أن معناه أن العجم والروم يستولون على البلاد في آخر الزمان فيمنعون حصول ذلك للمسلمين وقد روى مسلم هذا بعد هذا بورقات عن جابر قال يوشك أن لا يجيء إليهم قفيز ولا درهم قلنا من أين ذلك قال من قبل العجم يمنعون ذاك وذكر في منع الروم ذلك بالشام مثله وهذا قد وجد في زماننا في العراق وهو الآن موجود وقيل لأنهم يرتدون في آخر الزمان فيمنعون ما لزمهم من الزكاة وغيرها وقيل معناه أن الكفار الذين عليهم الجزية تقوى شوكتهم في آخر الزمان فيمتنعون مما كانوا يؤدونه من الجزية والخراج وغير ذلك وأما قوله صلى الله عليه وسلم وعدتم من حيث بدأتم فهو بمعنى الحديث الآخر بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ وقد سبق شرحه في كتاب الإيمان. قوله صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق أو بدابق) الأعماق بفتح الهمزة وبالعين المهملة ودابق بكسر الباء الموحدة وفتحها والكسر هو الصحيح المشهور ولم يذكر الجمهور غيره وحكى القاضي في المشارق الفتح ولم يذكر غيره وهو اسم موضع معروف قال الجوهري الأغلب عليه التذكير والصرف لأنه في الأصل اسم نهر قال وقد يؤنث ولا يصرف والأعماق ودابق موضعان بالشام بقرب حلب. قوله صلى الله عليه وسلم (قالت الروم خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا) روى سبوا على وجهين فتح السين والباء وضمهما قال القاضي في المشارق الضم رواية الأكثرين قال وهو الصواب قلت كلاهما صواب لأنهم سبوا أولا ثم سبوا الكفار وهذا موجود في زماننا بل معظم عساكر الإسلام في بلاد الشام ومصر سبوا ثم هم اليوم بحمد الله يسبون الكفار وقد سبوهم في زماننا مرارا كثيرة يسبون في المرة الواحدة من الكفار ألوفا ولله الحمد على إظهار الإسلام وإعزازه. قوله صلى الله عليه وسلم (فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم) أي لا يلهمهم التوبة. قوله صلى الله عليه وسلم (فيفتتحون قسطنطينية) هي بضم القاف وإسكان السين وضم الطاء الأولى وكسر الثانية وبعدها ياء ساكنة ثم نون هكذا ضبطناه وهو المشهور ونقله القاضي في المشارق عن المتقنين والأكثرين وعن بعضهم زيادة ياء مشددة بعد النون وهي مدينة مشهورة من أعظم مدائن الروم.

قوله (حدثني موسى بن علي عن أبيه) هو بضم العين على المشهور وقيل بفتحها وقيل بالفتح اسم له وبالضم لقب وكان يكره الضم. قوله (حدثني أبو شريح أن عبد الكريم بن الحارث حدثه أن المستورد بن شداد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تقوم الساعة والروم أكثر الناس) هذا الحديث مما استدركه الدارقطني على مسلم وقال عبد الكريم لم يدرك المستورد فالحديث مرسل قلت لا استدراك على مسلم في هذا لأنه ذكر الحديث محذوفه في الطريق الأول من رواية علي بن رباح عن أبيه عن المستورد متصلا وإنما ذكر الثاني متابعة وقد سبق أنه يحتمل في المتابعة ما لا يحتمل في الأصول وسبق أيضا أن مذهب الشافعي والمحققين أن الحديث المرسل إذا روي من جهة أخرى متصلا احتج به وكان صحيحا وتبينا برواية الاتصال صحة رواية الإرسال ويكونان صحيحين بحيث لو عارضهما صحيح جاء من طريق واحد وتعذر الجمع قدمناهما عليه. قوله في هذه الرواية (وأجبر الناس عند مصيبة) هكذا في معظم الأصول وأجبر بالجيم وكذا نقله القاضي عن رواية الجمهور وفي رواية بعضهم وأصبر بالصاد قال القاضي والأول أولى لمطابقة الرواية الأخرى وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة وهذا بمعنى أجبر وفي بعض النسخ أخبر بالخاء المعجمة ولعل معناه أخبرهم بعلاجها والخروج منها.

قوله (عن يسير بن عمرو) هو بضم الياء وفتح السين المهملة وفي رواية شيبان بن فروخ عن أسير بهمزة مضمومة وهما قولان مشهوران في اسمه.

قوله (فجاء رجل ليس له هجيرى ألا يا عبد الله بن مسعود) هو بكسر الهاء والجيم المشددة مقصور الألف أي شأنه ودأبه ذلك والهجيرى بمعنى الهجير. قوله (فيشترط المسلمون شرطة للموت) الشرطة بضم الشين طائفة من الجيش تقدم للقتال. وأما قوله فيشترط فضبطوه بوجهين أحدهما فيشترط بمثناة تحت ثم شين ساكنة ثم مثناة فوق والثاني فيشترط بمثناة تحت ثم مثناة فوق ثم شين مفتوحة وتشديد الراء. قوله (فيفيء هؤلاء وهؤلاء) أي يرجع. قوله (نهد إليهم بقية أهل الإسلام) هو بفتح النون والهاء أي نهض وتقدم. قوله (فيجعل الله الديرة عليهم) بفتح الدال والياء أي الهزيمة ورواه بعض رواة مسلم الدائرة بالألف وبعدها همزة وهو بمعنى الديرة وقال الأزهري الدائرة هم الدولة تدور على الأعداء وقيل هي الحادثة. قوله (حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر ميتا) جنباتهم بجيم ثم نون مفتوحتين ثم باء موحدة أي نواحيهم وحكى القاضي عن بعض رواتهم بجثمانهم بضم الجيم وإسكان المثلثة أي شخوصهم وقوله فما يخلفهم هو بفتح الخاء المعجمة وكسر اللام المشددة أي يجاوزهم وحكى القاضي عن بعض رواتهم فما يلحقهم أي يلحق آخرهم. وقوله (إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك) هكذا هو في نسخ بلادنا ببأس هو أكبر بباء موحدة في بأس وفي أكبر وكذا حكاه القاضي عن محققي رواتهم وعن بعضهم بناس بالنون أكثر بالمثلثة قالوا والصواب الأول ويؤيده رواية أبي داود سمعوا بأمر أكبر من ذلك.

قوله (لا يغتالونه) أي يقتلونه غيلة وهي القتل في غفلة وخفاء وخديعة. قوله (لعله نجى معهم) أي يناجيهم ومعناه يحدثهم. قوله (فحفظت منه أربع كلمات) هذا الحديث فيه معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسبق بيان جزيرة العرب. قوله (عن حذيفة بن أسيد) هو بفتح الهمزة وكسر السين.

قوله (عن ابن عيينة عن فرات عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد) هذا الإسناد مما استدركه الدارقطني وقال ولم يرفعه غير فرات عن أبي الطفيل من وجه صحيح قال ورواه عبد العزيز بن رفيع وعبد الملك بن ميسرة موقوفا هذا كلام الدارقطني وقد ذكر مسلم رواية ابن رفيع موقوفة كما قال ولا يقدح هذا في الحديث فإن عبد العزيز بن رفيع ثقة حافظ متفق على توثيقه فزيادته مقبولة. قوله صلى الله عليه وسلم في أشراط الساعة (لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات فذكر الدخان والدجال) هذا الحديث يؤيد قول من قال أن الدخان دخان يأخذ بأنفاس الكفار ويأخذ المؤمن منه كهيئة الزكام وأنه لم يأت بعد وإنما يكون قريبا من قيام الساعة وقد سبق في كتاب بدء الخلق قول من قال هذا وإنكار ابن مسعود عليه وأنه قال إنما هو عبارة عما نال قريشا من القحط حتى كانوا يرون بينهم وبين السماء كهيئة الدخان وقد وافق ابن مسعود جماعة وقال بالقول الآخر حذيفة وابن عمر والحسن ورواه حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنه يمكث في الأرض أربعين يوما ويحتمل أنهما دخانان للجمع بين هذه الآثار وأما الدابة المذكورة في هذا الحديث فهي المذكورة في قوله تعالى وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض قال المفسرون هي دابة عظيمة تخرج من صدع في الصفا وعن ابن عمرو بن العاص أنها الجساسة المذكورة في حديث الدجال. قوله صلى الله عليه وسلم (وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم) وفي رواية نار تخرج من قعرة عدن هكذا هو في الأصول قعرة بالهاء والقاف مضمومة ومعناه من أقصى قعر أرض عدن وعدن مدينة معروفة مشهورة باليمن قال الماوردي سميت عدنا من العدون وهي الإقامة لأن تبعا كان يحبس فيها أصحاب الجرائم وهذه النار الخارجة من قعر عدن واليمن هي الحاشرة للناس كما صرح به في الحديث أما قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي بعده لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى فقد جعلها القاضي عياض حاشرة قال ولعلهما ناران يجتمعان لحشر الناس قال أو يكون ابتداء خروجها من اليمن ويكون ظهورها وكثرة قوتها بالحجاز هذا كلام القاضي وليس في الحديث أن نار الحجاز متعلقة بالحشر بل هي آية من أشراط الساعة مستقلة وقد خرجت في زماننا نار بالمدينة سنة أربع وخمسين وستمائة وكانت نارا عظيمة جدا من جنب المدينة الشرقي وراء الحرة تواتر العلم بها عند جميع الشام وسائر البلدان وأخبرني من حضرها من أهل المدينة. قوله (عن أبي سريحة) هو بفتح السين المهملة وكسر الراء وبالحاء المهملة. قوله صلى الله عليه وسلم (ترحل الناس) هو بفتح التاء وإسكان الراء وفتح الحاء المهملة المخففة هكذا ضبطناه وهكذا ضبطه الجمهور وكذا نقل القاضي عن روايتهم ومعناه تأخذهم بالرحيل وتزعجهم ويجعلون يرحلون قدامها وقد سبق شرح رحلها الناس وحشرها إياهم.

قوله صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى) هكذا الرواية تضيء أعناق وهو مفعول تضيء يقال أضاءت النار وأضاءت غيرها وبصرى بضم الباء مدينة معروفة بالشام وهي مدينة حوران بينها وبين دمشق نحو ثلاث مراحل.

قوله صلى الله عليه وسلم (تبلغ المساكن إهاب أو يهاب) أما إهاب فبكسر الهمزة وأما يهاب فبياء مثناة تحت مفتوحة ومكسورة ولم يذكر القاضي في الشرح والمشارق إلا الكسر وحكى القاضي عن بعضهم نهاب بالنون والمشهور الأول وقد ذكر في الكتاب أنه موضع بقرب المدينة على أميال منها.

قوله صلى الله عليه وسلم (ألا إن الفتنة ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان) هذا الحديث سبق شرحه في كتاب الإيمان.

قوله صلى الله عليه وسلم (ليست السنة أن لا تمطروا) والمراد بالسنة هنا القحط ومنه قوله تعالى ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين

قوله صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة وكانت صنما تعبدها دوس في الجاهلية بتبالة) أما قوله أليات فبفتح الهمزة واللام ومعناه أعجازهن جمع ألية كجفنة وجفنات والمراد يضطربن من الطواف حول ذي الخلصة أي يكفرون ويرجعون إلى عبادة الأصنام وتعظيمها وأما تبالة فبمثناة فوق مفتوحة ثم باء موحدة مخففة وهي موضع باليمن وليست تبالة التي يضرب بها المثل ويقال أهون على الحجاج من تبالة لأن تلك بالطائف وأما ذو الخلصة فبفتح الخاء واللام هذا هو المشهور حكى القاضي فيه في الشرح والمشارق ثلاثة أوجه أحدها هذا والثاني بضم الخاء والثالث بفتح الخاء وإسكان اللام قالوا وهو بيت صنم ببلاد دوس.

قوله صلى الله عليه وسلم (ثم يبعث الله ريحا طيبة فتوفى كل من في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان إلى آخره) هذا الحديث سبق شرحه في كتاب الإيمان.

قوله (حدثنا مروان عن يزيد وهو ابن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة حديث لا يدري القاتل في أي شيء قتل) وفي الرواية حدثنا محمد بن فضيل عن أبي إسماعيل الأسلمي عن أبي حازم ثم قال مسلم وفي رواية أبان قال هو يزيد بن كيسان عن أبي إسماعيل لم يذكر الأسلمي هكذا هو في النسخ ويزيد بن كيسان هو أبو إسماعيل وفي الكلام تقديم وتأخير ومراده وفي رواية ابن أبان قال عن أبي إسماعيل هو يزيد بن كيسان وظاهر اللفظ يوهم أن يزيد بن كيسان يرويه عن أبي إسماعيل وهذا غلط بل يزيد بن كيسان هو أبو إسماعيل ووقع في بعض النسخ عن يزيد بن كيسان يعني أبا إسماعيل وهذا يوضح التأويل الذي ذكرناه وقد أوضحه الأئمة بدلائله كما ذكرته قال أبو علي الغساني اعلم أن يزيد بن كيسان يكنى أبا إسماعيل وأن بشير بن سليمان يكنى أبا إسماعيل الأسلمي وكلاهما يروي عن أبي حازم فقد اشتركا في أحاديث عنه منها هذا الحديث رواه مسلم أولا عن يزيد بن كيسان ثم رواه عن رواية أبي إسماعيل الأسلمي إلا في رواية ابن أبان فإنه جعله عن يزيد بن كيسان أبي إسماعيل ولهذا لم يذكر الأسلمي في نسبه والله أعلم.

قوله صلى الله عليه وسلم (يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة) هما تصغير ساقي الإنسان لرقتهما وهي صفة سوق السودان غالبا ولا يعارض هذا قوله تعالى حرما آمنا لأن معناه آمنا إلى قرب القيامة وخراب الدنيا وقيل يخص منه قصة ذي السويقتين قال القاضي القول الأول أظهر.

قوله صلى الله عليه وسلم (يملك رجل يقال له الجهجاه) بهاءين وفي بعضها الجهجا بحذف الهاء التي بعد الألف والأول هو المشهور.

قوله صلى الله عليه وسلم (كأن وجوههم المجان المطرقة) أما المجان فبفتح الميم وتشديد النون جمع مجن بكسر الميم وهو الترس وأما المطرقة فبإسكان الطاء وتخفيف الراء هذا هو الفصيح المشهور في الرواية وفي كتب اللغة والغريب وحكى فتح الطاء وتشديد الراء والمعروف الأول قال العلماء هي التي ألبست العقب وأطرقت به طاقة فوق طاقة قالوا ومعناه تشبيه وجوه الترك في عرضها وتنور وجناتها بالترسة المطرقة. قوله صلى الله عليه وسلم (ذلف الآنف) هو بالذال المعجمة والمهملة لغتان المشهور المعجمة وممن حكى الوجهين فيه صاحبا المشارق والمطالع قالا رواية الجمهور بالمعجمة وبعضهم بالمهملة والصواب المعجمة وهو بضم الذال وإسكان اللام جمع أذلف كأحمر وحمر ومعناه فطس الأنوف قصارها مع انبطاح وقيل هو غلظ في أرنبة الأنف وقيل تطامن فيها وكله متقارب. قوله صلى الله عليه وسلم (يلبسون الشعر ويمشون في الشعر) معناه ينتعلون الشعر كما صرح به في الرواية الأخرى نعالهم الشعر وقد وجدوا في زماننا هكذا وفي الرواية الأخرى حمر الوجوه أي بيض الوجوه مشوبة بحمرة وفي هذه الرواية صغار الأعين وهذه كلها معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد وجد قتال هؤلاء الترك بجميع صفاتهم التي ذكرها صلى الله عليه وسلم صغار الأعين حمر الوجوه ذلف الأنف عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المطرقة ينتعلون الشعر فوجدوا بهذه الصفات كلها في زماننا وقاتلهم المسلمون مرات وقتالهم الآن ونسأل الله الكريم إحسان العاقبة للمسلمين في أمرهم وأمر غيرهم وسائر أحوالهم وإدامة اللطف بهم والحماية وصلى الله على رسوله الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.

قوله (يوشك أهل العراق أن لا يجيء إليهم قفيز إلى آخره) قد سبق شرحه قبل هذا بأوراق ويوشك بضم الياء وكسر الشين ومعناه يسرع. قوله (ثم أسكت هنية) أما أسكت فهو بالألف في جميع نسخ بلادنا وذكر القاضي أنهم رووه بحذفها وإثباتها وأشار إلى أن الأكثرين حذفوها وسكت وأسكت لغتان بمعنى صمت وقيل أسكت بمعنى أطرق وقيل بمعنى أعرض وقوله هنية بتشديد الياء بلا همز قال القاضي رواه لنا الصدفي بالهمزة وهو غلط وقد سبق بيانه في كتاب الصلاة. قوله صلى الله عليه وسلم (يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا ولا يعده عددا) وفي رواية يحثو المال حثيا قال أهل اللغة يقال حثيت أحثى حثياً وحثوث أحثو حثواً لغتان وقد جاءت اللغتان في هذا الحديث وجاء مصدر الثانية على فعل الأولى وهو جائز من باب قوله تعالى والله أنبتكم من الأرض نباتا والحثو هو الحفن باليدين وهذا الحثو الذي يفعله هذا الخليفة يكون لكثرة الأموال والغنائم والفتوحات مع سخاء نفسه.

قوله صلى الله عليه وسلم (بؤس ابن سمية تقتلك فئة باغية) وفي رواية ويس أو يا ويس وفي رواية قال لعمار تقتلك الفئة الباغية أما الرواية الأولى فهو بؤس بباء موحدة مضمومة وبعدها همزة والبؤس والبأساء المكروه والشدة والمعنى يا بؤس ابن سمية ما أشده وأعظمه وأما الرواية الثانية فهي ويس بفتح الواو وإسكان المثناة ووقع في رواية البخاري ويح كلمة ترحم وويس تصغيرها أي أقل منها في ذلك قال الهروي ويح يقال لمن وقع في هلكة لا يستحقها فيترحم بها عليه ويرثي له وويل لمن يستحقها وقال الفراء ويح وويس بمعنى ويل وعن علي رضي الله عنه ويح باب رحمة وويل باب عذاب وقال ويح كلمة زجر لمن أشرف على الهلكة وويل لمن وقع فيها والله أعلم والفئة الطائفة والفرقة قال العلماء هذا الحديث حجة ظاهرة في أن عليا رضي الله عنه كان محقا مصيبا والطائفة الأخرى بغاة لكنهم مجتهدون فلا إثم عليهم لذلك كما قدمناه في مواضع منها هذا الباب وفيه معجزة ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم من أوجه منها أن عمارا يموت قتيلا وأنه يقتله مسلمون وأنهم بغاة وأن الصحابة يقاتلون وأنهم يكونون فرقتين باغية وغيرها وكل هذا قد وقع مثل فلق الصبح صلى الله وسلم على رسوله الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.

قوله صلى الله عليه وسلم (يهلك أمتي هذا الحي من قريش) وفي رواية البخاري هلاك أمتي على يد أغيلمة من قريش هذه الرواية تبين أن المراد برواية مسلم طائفة من قريش وهذا الحديث من المعجزات وقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم

قوله صلى الله عليه وسلم (قد مات كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله) قال الشافعي وسائر العلماء معناه لا يكون كسرى بالعراق ولا قيصر بالشام كما كان في زمنه صلى الله عليه وسلم فعلمنا صلى الله عليه وسلم بانقطاع ملكهما في هذين الأقليمين فكان كما قال صلى الله عليه وسلم فأما كسرى فانقطع ملكه وزال بالكلية من جميع الأرض وتمزق ملكه كل ممزق واضمحل بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما قيصر فانهزم من الشام ودخل أقاصي بلاده فافتتح المسلمون بلادهما واستقرت للمسلمين ولله الحمد وأنفق المسلمون كنوزهما في سبيل الله كما أخبر صلى الله عليه وسلم وهذه معجزات ظاهرة وكسرى بفتح الكاف وكسرها لغتان مشهورتان وفي رواية لتنفقن كنوزهما في سبيل الله وفي رواية لتقسمن كنوزهما في سبيل الله وفي رواية كنزا لكسرى الذي في الأبيض أي الذي في قصره الأبيض أو قصوره ودوره البيض.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hadet123.7olm.org
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 517
تاريخ التسجيل : 29/03/2014

كتاب الفتن » باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ويل للعرب من شر قد اقترب Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب الفتن » باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ويل للعرب من شر قد اقترب   كتاب الفتن » باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ويل للعرب من شر قد اقترب Emptyالسبت أبريل 05, 2014 12:36 am

المعنى العام

الحياة الدنيا كلها فتنة واختبار شرها فتنة وخيرها فتنة نساؤها فتنة أموالها فتنة أولادها فتنة وأديانها فتنة وإبليس فتنة والشهوات فتنة تلك فتن قائمة في جميع العصور وتعم ذرية آدم في جميع الأماكن وليست موضوع أحاديثنا بل أحاديثنا عن فتن هي أخطار في أماكن في زمن من الأزمان وإذا كان الرحمن الرحيم قد وعد نبيه صلى الله عليه وسلم ألا يهلك أمته هلاك استئصال بغرق أو خسف أو صاعقة فقد أبقى بعض عقوبات الأمم السابقة على طوائف من الأمة من زلازل وبراكين وعواصف وكوارث يسميها الغافلون كوارث طبيعية وهي في الحقيقة بقدر وموازين وحكمة من عند الحكيم الخبير قد تصيب أشرارا يعيثون في الأرض الفساد وقد تصيب خليطا من الصالحين والطالحين إذا كثر الخبث فتكون عقوبة وعذابا لجماعة وخيرا ورفعا للدرجات للجماعة الأخرى

إن الوحدة والتآلف والمحبة والأخوة التي بلغت درجة الإيثار بين المسلمين ستعقبها عداوة وتفكك وضغائن وأحقاد بل وحروب بينهم ولن تكون بعيدة الزمن فقبل ثلاثين عاما من لقاء الرسول صلى الله عليه وسلم لربه سيقتل عثمان رضي الله عنه على يد غوغاء فينكسر باب الرحمة وتتحطم تلك الوحدة وتقوم الحروب بين الإخوة فيقتل الآلاف في معركة واحدة ويصبح الحكم سلطانا يورث ويتولى قيادة المسلمين غلمان سفهاء يعيثون في الأرض الفساد تلك الفتن رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم بوحي من ربه فأخبر أمته بها وحذرهم منها كما أخبرهم بفتنة ازدهار الدنيا لهم واستيلائهم على كنوز كسرى وقيصر فقال مرة "ويل للعرب من شر قد اقترب" ومرة "إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع المطر" ومرة "ألا إن الفتنة ههنا من حيث يطلع قرنا الشيطان" وأشار إلى المشرق "لا يحمل المسلم السلاح على المسلم" "إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار" القاعد في الفتنة خير من القائم والقائم خير من الماشي من دخل تيارها أو قرب منها سحبته إلى لهبها وعمقها إلى كثير من التحذيرات من هذه الفتن ولكن لا يغني حذر من قدر ووقع كل ما حذر منه صلى الله عليه وسلم

بقيت فتن أخرى حذر منها ونحن ننتظرها الدجال والدابة وخسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب والدخان ونزول عيسى ويأجوج ومأجوج وريح تحشر الناس وطلوع الشمس من مغربها وغير ذلك

يحذرنا صلى الله عليه وسلم لنأخذ أهبتنا ونقلع عن معاصينا ولنرجع إلى الطريق المستقيم

المباحث العربية

(أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ من نومه وهو يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب) في الرواية الثانية "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فزعا محمرا وجهه يقول ...." إنما خص العرب بالذكر لأنهم أول من دخل في الإسلام وللإنذار بأن الفتن إذا وقعت كان الهلاك أسرع إليهم

ولا تعارض بين الروايتين فيحتمل أنه صلى الله عليه وسلم استيقظ من نومه يقول كذا وكذا وخرج فزعا وهو يردد نفس القول

(فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وعقد سفيان بيده عشرة) في الرواية الثانية "وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها" قال النووي وفي رواية أبي هريرة روايتنا الثالثة "وعقد وهيب بيده تسعين" قال القاضي لعل حديث أبي هريرة متقدم فزاد قدر الفتح بعد هذا القدر قال أو يكون المراد التقريب بالتمثيل لا حقيقة التحديد

و"يأجوج ومأجوج" مهموزان وغير مهموزين قرئ في السبع بالوجهين وهما قبيلتان من ولد يافث بن نوح وروى الحاكم من حديث حذيفة مرفوعا "يأجوج أمة ومأجوج أمة كل أمة أربعمائة ألف رجل لا يموت أحدهم حتى ينظر إلى ألف رجل من صلبه كلهم قد حمل السلاح لا يمرون على شيء إذا خرجوا إلا أكلوه ويأكلون من مات منهم"

(أنهلك وفينا الصالحون) الاستفهام حقيقي و"نهلك" بكسر اللام على اللغة الفصيحة المشهورة وحكى فتحها وهو ضعيف أو فاسد

(قال نعم إذا كثر الخبث) بفتح الخاء والباء وفسره الجمهور بالفسوق والفجور وقيل المراد به الزنا خاصة وقيل أولاد الزنا والظاهر أنه المعاصي مطلقا

ومعنى الحديث أن الخبث إذا كثر فقد يحصل الهلاك العام وإن كان هناك صالحون

(يعوذ عائذ بالبيت) أي يستجير بالبيت الحرام الكعبة وفي الرواية السابعة "سيعوذ بهذا البيت يعني الكعبة قوم ليست لهم منعة ولا عدد ولا عدة" فبينت أن المستعيذ به جماعة تستحق الجيش

(فيبعث إليه بعث) أي يرسل له الحاكم جيشا يحاربه ويقبض عليه وفي الرواية السادسة "ليؤمن" بفتح الياء وضم الهمزة وتشديد الميم المفتوحة أي ليقصدن "هذا البيت جيش يغزونه" أي يغزون الكعبة للقبض على المحتمي به

(فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم) في ملحق الرواية "قال الراوي والله إنها لبيداء المدينة" والبيداء كل أرض ملساء لا شيء فيها وبيداء المدينة الشرف الذي قدام ذي الحليفة أي إلى جهة مكة

(فكيف بمن كان كارها) أي يخسف بالراغب في حرب المستعيذ فكيف يخسف بمن كان من الجيش كارها الحرب

(قال يخسف به معهم ولكنه يبعث يوم القيامة على نيته) أي يخسف به معهم لأن الفتنة لا تصيب الذين ظلموا خاصة فالمذنب مستحق وغير المذنب يرفع من درجاته على حسب نيته وفي الرواية السادسة "يخسف بأوسطهم وينادي أولهم آخرهم" أي يتضامون ويتجمعون "ثم يخسف بهم فلا يبقى إلا الشرير الذي يخبر عنهم"

(قال يوسف وأهل الشام يومئذ يسيرون إلى مكة) لقتال عبد الله بن الزبير فخشي عبد الله بن صفوان أن يفهم من الحديث أن المقصود به هذا الجيش فنفاه

(عبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه) "عبث" بكسر الباء قيل معناه اضطرب بجسمه وقيل حرك أطرافه منزعجا

(فقال العجب إن ناسا من أمتي يؤمون بالبيت برجل من قريش قد لجأ بالبيت) "العجب" مبتدأ خبره محذوف أي ما رأيت ثم بدأ يحكي "إن ناسا" وهم الجيش المبين سابقا "يؤمون بالبيت" أي يقصدونه يقصدون فيه رجلا من قريش تبعه ناس قد لجئوا إلى البيت

(إن الطريق قد يجمع الناس قال نعم فيهم المستبصر والمجبور وابن السبيل يهلكون مهلكا واحدا ويصدرون مصادر شتى) أي قد يجتمع مع الجيش عند الخسف ما ليس من الجيش بل من في الجيش منهم المستبين للهدف القاصد العامد له ومنهم الذي لا يدري إلا تنفيذ الأمر ومنهم المكره المجبر قال النووي يقال أجبرته فهو مجبر هذه هي اللغة المشهورة ويقال أيضا جبرته فهو مجبور حكاها الفراء وغيره

(أن النبي صلى الله عليه وسلم أشرف على أطم من آطام المدينة) أي علا وارتفع ووقف على حصن من حصون المدينة و"الأطم" بضم الهمزة والطاء جمعه آطام القصر أو الحصن

(إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر) في الكثرة والعموم أي إنها كثيرة وتعم الناس ولا تختص بها طائفة قيل كان هذا إشارة إلى الحروب التي ستجرى كموقعة الجمل وصفين ومقتل عثمان والحسين رضي الله عنهم

(ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي) وفي الرواية الحادية عشرة "النائم فيها خير من اليقظان واليقظان فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الساعي" وفي الرواية الثانية عشرة "القاعد فيها خير من الماشي فيها والماشي فيها خير من الساعي إليها" وعند أحمد وأبي داود "النائم فيها خير من المضطجع" وهو المراد باليقظان وفي رواية "والماشي فيها خير من الراكب" قال بعض الشراح والمراد من القاعد القاعد في زمانها عنها والمراد بالقائم الذي لا يستشرفها والمراد بالماشي من يمشي في أسبابه لأمر سواها فربما يقع بسبب مشيه في أمر يكرهه وحكى ابن التين عن الداودي أن الظاهر أن المراد من يكون مباشرا لها في الأحوال كلها يعني أن بعضهم في ذلك أشد من بعض فأعلاهم في ذلك الساعي فيها بحيث يكون سببا في إيقاعها وإثارتها ثم من يكون قائما بأسبابها وهو الماشي ثم من يكون مباشرا لها وهو القائم ثم من يكون مع النظارة ولا يقاتل وهو القاعد ثم من يكون مجتنبا لها ولا يباشر ولا ينظر وهو المضطجع اليقظان ثم من لا يقع منه شيء من ذلك ولكنه راض وهو النائم والمراد بالأفضلية في هذه الخيرية من يكون أقل شرا ممن فوقه على التفصيل المذكور اهـ وهذا التوجيه أدخل في المراد وأحرى بالقبول

(من تشرف لها تستشرفه) قال النووي "تشرف" روى على وجهين مشهورين أحدهما فتح التاء والشين والراء المشددة والثاني بياء مضمومة وإسكان الشين وكسر الراء وهو من الإشراف للشيء وهو الانتصاب والتطلع والتعرض له ومعنى "تستشرفه" تقلبه وتصرعه وقيل من الإشراف بمعنى الإشفاء على الهلاك ومنه أشفى المريض على الموت أي أشرف عليه اهـ

(ومن وجد فيها ملجأ فليعذ به) وفي رواية "فمن وجد منها" وهي أوضح والمعنى من وجد ملجأ يلتجئ إليه منها أو حماية تحميه منها فليلجأ إليه وفي الرواية الثانية عشرة "فإذا نزلت أو وقعت فمن كان له إبل فليلحق بإبله ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه قال فقال رجل يا رسول الله أرأيت من لم يكن له إبل ولا غنم ولا أرض قال يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر ثم لينج إن استطاع النجاء" وفيها "فقال رجل يا رسول الله أرأيت إن أكرهت حتى ينطلق بي إلى أحد الصفين أو إحدى الفئتين فضربني رجل بسيفه أو يجيء سهم فيقتلني قال يبوء بإثمه وإثمك ويكون من أصحاب النار"

قيل المراد كسر السيف حقيقة على ظاهر الحديث ليسد على نفسه باب هذا القتال وقيل هو مجاز والمراد ترك القتال والأول أصح

ومعنى "يبوء بإثمه وإثمك" أي يرجع بهما ويلزمه احتمالهما ويكون مستحقا للنار

(إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار) سبق هذا الحديث وشرحه في كتاب الإيمان في الجزء الأول من هذا الكتاب

(إذا المسلمان حمل أحدهما على أخيه السلاح فهما على جرف جهنم فإذا قتل أحدهما صاحبه دخلاها جميعا) قال النووي هكذا هو في معظم النسخ "جرف" بالجيم وضم الراء وإسكانها وفي بعضها "حرف" بالحاء وهما متقاربان ومعناه على طرفها قريب من السقوط فيها

(لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان وتكون بينهما مقتلة عظيمة ودعواهما واحدة) حمله الشراح على موقعة الجمل وصفين

(لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج) وفسر في الحديث بالقتل أي بكثرة القتل

(إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض) "زوى لي الأرض" أي جمعها

(فيستبيح بيضتهم) أي جماعتهم وأصلهم والبيضة أيضا العز والملك

(أن لا أهلكهم بسنة عامة) أي لا أهلكهم بقحط يعمهم ويستأصلهم بل إن وقع قحط كان في ناحية من بلادهم وقد مضى شرح الحديث كما سبق شرح حديث حذيفة مع عمر في الفتنة التي تموج موج البحر

(قال جندب جئت يوم الجرعة) بفتح الجيم وبسكون الراء وفتحها والفتح أشهر وأجود وهي موضع بقرب الكوفة على طريق الحيرة ويوم الجرعة يوم خرج فيه أهل الكوفة يتلقون واليا ولاه عليهم عثمان فردوه وسألوا عثمان أن يولي عليهم أبا موسى الأشعري فولاه

(بئس الجليس لي أنت منذ اليوم تسمعني أخالفك ... فلا تنهاني) قال النووي وقع في جميع نسخ بلادنا المعتمدة "أخالفك" بالخاء وقال القاضي رواية شيوخنا كافة بالحاء من الحلف الذي هو اليمين قال ورواه بعضهم بالخاء وكلاهما صحيح قال بالحاء أظهر لتكرر الأيمان بينهما

(لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه) في الرواية السابعة والعشرين "يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب" زاد في الرواية التاسعة والعشرين "فإذا سمع به الناس ساروا إليه فيقول من عنده لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبن به كله فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون" "يحسر" بفتح الياء وسكون الحاء وكسر السين أي ينكشف ويبين عما في باطنه وقد يفسر كنز الذهب بالبترول فيصدق كل ما أخبر به صلى الله عليه وسلم

(منعت العراق درهمها وقفيزها) القفيز مكيال معروف لأهل العراق

(ومنعت الشام مديها ودينارها) "مديها" بضم الميم وسكون الدال ونصب الياء مكيال معروف لأهل الشام قيل يسع خمسة عشر مكوكا

(ومنعت مصر إردبها ودينارها) الإردب مكيال معروف لأهل مصر قيل يسع أربعة وعشرين صاعا

والتعبير بمنعت تعبير بالماضي عن المضارع أي ستمنع هذه البلاد الحب والمال بسبب الفتن بين المسلمين قال النووي في المعنى قولان مشهوران أحدهما أن يسلم جميعهم فتسقط عنهم الجزية وهذا قد وجد الثاني وهو الأشهر أن معناه أن العجم والروم يستولون على البلاد في آخر الزمان فيمنعون حصول ذلك للمسلمين وقد روى مسلم هذا بعد هذا بورقات [روايتنا الثانية والستين] عن جابر قال "يوشك أهل العراق ألا يجيء إليهم قفيز ولا درهم قلنا من أين ذاك قال من قبل العجم يمنعون ذاك" وذكر في منع الروم ذلك بالشام مثله وهذا قد وجد في زماننا في العراق وهو الآن موجود هذا كلام قاله النووي وقيل لأنهم يرتدون في آخر الزمان فيمنعون ما لزمهم مما كانوا يؤدونه من الجزية والخراج وغير ذلك

(وعدتم من حيث بدأتم) أي وتعودون من حيث بدأتم ويعود الإسلام غريبا كما بدأ

(لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق) "الأعماق" بفتح الهمزة وبالعين و"دابق" بكسر الباء وفتحها والكسر هو الصحيح المشهور وهو اسم موضع معروف الأغلب عليه التذكير والصرف على أنه في الأصل اسم نهر وقد يؤنث ولا يصرف و"والأعماق ودابق" موضعان قرب حلب بالشام

(خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم) قال النووي روى "سبوا" بوجهين فتح السين والباء وضمهما قال القاضي الضم رواية الأكثرين قال وهو الصواب قال النووي كلاهما صواب لأنهم سبوا أولا ثم سبوا الكفار وهذا موجود في زماننا بل معظم عساكر الإسلام في بلاد الشام ومصر سبوا ثم هم اليوم بحمد الله يسبون الكفار

(فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا) أي ثلث من عساكر المسلمين لا يلهمهم الله التوبة

(وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة) في الرواية الثالثة والثلاثين "وأجبر الناس عند مصيبة" قال النووي هكذا في معظم الأصول "وأجبر" بالجيم وكذا نقله القاضي عن رواية الجمهور وفي رواية بعضهم "وأصبر" بالصاد قال القاضي والأول أولى لمطابقة الرواية الأخرى "وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة" وهذا بمعنى "أجبر" وفي بعض النسخ "أخبر" بالخاء ولعل معناه أخبرهم بعلاجها والخروج منها

(فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة) الشرطة بضم الشين طائفة من الجيش تقدم للقتال وأما قوله "فيشترط المسلمون" فضبطوه بوجهين أحدهما بياء ثم شين ثم تاء والثاني "فيتشرط" بياء ثم تاء وتشديد الراء

(فإذا كان اليوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام) "نهد" بفتح النون والهاء أي نهض وتقدم

(فيجعل الله الدبرة عليهم) أي على أهل الروم والدبرة بفتح الدال والباء الهزيمة ورواه بعض رواة مسلم "فجعل الله الدائرة عليهم"

(حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر ميتا) "جنباتهم" بفتح الجيم والنون ثم باء أي نواحيهم وحكى القاضي عن بعض رواتهم "بجثمانهم" بضم الجيم وسكون الثاء أي شخوصهم وقوله "فما يخلفهم" بضم الياء وفتح الخاء وتشديد اللام المكسورة أي فما يجاوزهم وحكى القاضي عن بعض رواتهم "فما يلحقهم" أي يلحق آخرهم

(فبأي غنيمة يفرح) الاستفهام إنكاري بمعنى النفي أي فلا يفرح بأي غنيمة

(أو أي ميراث يقاسم) بفتح السين أي لا يقاسم ميراث فقد صار كله لواحد

(إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك فجاءهم الصريخ) إذ سمعوا صارخا يصرخ بشدة أكبر مما هم فيها وهي الدجال قال النووي هكذا هو في نسخ بلادنا "ببأس هو أكبر" بباء في "بأس" وفي "أكبر" وعن بعضهم "بناس" بالنون و"بأكثر" بالثاء بدل الباء والصواب الأول ففي رواية أبي داود "سمعوا بأمر أكبر من ذلك"

(لعله نجى معهم) أي لعله يناجيهم ويحدثهم حديث السر فلا يليق أن أدخل عليهم أي ثم قلت في نفسي أخاف عليه أن يغتالوه فقمت بينهم وبينه

(فذكر الدخان) قال النووي هذا الحديث يؤيد قول من قال إن الدخان دخان يأخذ بأنفاس الكفار ويأخذ المؤمن منه كهيئة الزكام وأنه لم يأت بعد وإنما يكون قريبا من قيام الساعة وقد سبق في كتاب بدء الخلق قول من قال هذا وإنكار ابن مسعود عليه وأنه قال إنما هو عبارة عما نال قريشا من القحط حتى كانوا يرون بينهم وبين السماء هيئة الدخان وقد وافق ابن مسعود جماعة وقال بالقول الآخر حذيفة وابن عمر والحسن قال النووي ويحتمل أنهما دخانان

(والدابة) وهي المذكورة في قوله تعالى وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض [النمل 82] قال المفسرون هي دابة عظيمة تخرج من صدع في الصفا وقيل هي الجساسة المذكورة في حديث الدجال

(وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم) وفي رواية "نار تخرج من قعرة عدن" هكذا هو في الأصول "قعرة" بالهاء والقاف مضمومة ومعناه من أقصى قعر أرض عدن قال النووي أما قوله في الحديث [روايتنا الثامنة والثلاثين] "حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى فقد جعلها القاضي عياض حاشرة ولعلهما ناران يجتمعان لحشر الناس قال أو يكون ابتداء خروجها من اليمن ويكون ظهورها وكثرة قوتها بالحجاز هذا كلام القاضي وليس في الحديث أن نار الحجاز متعلقة بالحشر بل هي آية من أشراط الساعة مستقلة قال النووي وقد خرجت في زماننا نار بالمدينة سنة أربع وخمسين وستمائة وكانت نارا عظيمة جدا من جنب المدينة الشرقي وراء الحرة تواتر العلم بها عند جميع الشام وسائر البلدان اهـ

و"بصرى" بضم الباء مدينة معروفة بالشام وهي حوران بينها وبين دمشق نحو ثلاث مراحل

(نار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس) "ترحل" بفتح التاء وسكون الراء وفتح الحاء قال النووي هكذا ضبطناه وهكذا ضبطه الجمهور وكذا نقل القاضي عن روايتهم ومعناها تأخذهم بالرحيل وتزعجهم وتجعلهم يرحلون قدامها

(ألا إن الفتنة هنا من حيث يطلع قرن الشيطان) هذا الحديث سبق شرحه في كتاب الإيمان

(ليست السنة بألا تمطروا) المراد بالسنة هنا القحط

(لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة) "أليات" بفتح الهمزة واللام ومعناه أعجازهن جمع "ألية" كجفنة وجفنات والمراد يضطربن من الطواف حول ذي الخلصة أي يكفرن ويرجعن إلى عبادة الأصنام وتعظيمها

(وكانت صنما تعبدها دوس في الجاهلية بتبالة) بفتح التاء والباء المخففة وهي موضع باليمن وأما "ذو الخلصة" فبفتح الخاء واللام هذا هو المشهور وحكى القاضي فيه ثلاثة أوجه أحدها هذا والثاني بضم الخاء والثالث بفتح الخاء وإسكان اللام قالوا وهو بيت صنم ببلاد دوس

(ثم يبعث الله ريحا طيبة فتوفى كل من في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان) سبق شرح هذا الحديث في كتاب الإيمان

(يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة) "السويقتين" تصغير مثنى "ساق" أي ساقي الإنسان والمقصود بتصغيرهما الإشارة إلى دقتها وهي صفة ساق أهل الحبشة غالبا

(يقال له الجهجاه) بهاءين وفي بعض النسخ "الجهجا" بحذف الهاء التي بعد الألف

(كأن وجوههم المجان المطرقة) "المجان" بفتح الميم وتشديد النون جمع "مجن" بكسر الميم وهو الترس و"المطرقة" بضم الميم وسكون الطاء وفتح الراء مخففة هذا هو المشهور الفصيح وحكى فتح الطاء والراء مشددة قال العلماء معناه تشبيه وجوه الترك في عرضها وتنور وجناتها بالترسة المطرقة المكسورة جلدا

(نعالهم الشعر) في الرواية التاسعة والخمسين "ينتعلون الشعر" وفي الرواية الواحدة والستين "يلبسون الشعر ويمشون في الشعر"

(صغار الأعين ذلف الأنف) "ذلف" بالذال والدال المضمومة لغتان جمع أذلف كأحمر وحمر ومعناه فطس الأنوف قصارها مع انبطاح وقيل هو غلظ في أرنبة الأنف وفي الرواية الثانية والستين "حمر الوجوه" أي بيض الوجوه مشربة بحمرة وهذه صفات الترك غالبا

(يوشك أهل العراق ألا يجبى إليهم قفيز ولا درهم) سبق شرحه في هذا الباب

(ثم أسكت هنية) "أسكت" بالألف قال النووي في جميع نسخ بلادنا وذكر القاضي أنهم رووه بحذفها وإثباتها وسكت وأسكت لغتان بمعنى صمت وقيل أسكت بمعنى أطرق وقيل بمعنى أعرض

و"هنية" بتشديد الياء بلا همز

(يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا لا يعده عددا) في الرواية الرابعة والستين "يحثو المال حثيا لا يعده عددا" وفي الرواية الخامسة والستين "يقسم المال ولا يعده" قال أهل اللغة يقال حثيت أحثي حثيا وحثوت أحثو حثوا لغتان وقد جاءتا في هذا الحديث وجاء مصدر الثانية على فعل الأولى وهو جائز كما في قوله تعالى والله أنبتكم من الأرض نباتا [نوح 17] والحثو هو الحفن باليدين قال النووي وهذا الحثو الذي يفعله هذا الخليفة يكون لكثرة الأموال والغنائم والفتوحات مع سخاء نفسه

(بؤس ابن سمية تقتلك فئة باغية) في ملحق الرواية السادسة والستين "ويس أو يا ويس ابن سمية" أما "بؤس" بضم الباء وسكون الهمزة بعدها سين والبؤس والبأساء المكروه والمشقة والشدة منصوب على الندبة مع حذف حرف الندبة والتقدير يا بؤس ابن سمية أقبل فما أشدك وما أعظمك وأما "ويس" بفتح الواو وسكون الياء بعدها سين فهي اسم فعل بمعنى "ويح" كلمة ترحم تقال لمن وقع في هلكة لا يستحقها فيترحم عليه ويرثى له و"ويل" لمن يستحقها وقال الفراء ويح وويس بمعنى "ويل" وعن علي رضي الله عنه "ويح" باب رحمة و"ويل" باب عذاب وقال "ويح" كلمة زجر لمن أشرف على الهلكة و"ويل" لمن وقع فيها

وعمار بن ياسر من السابقين الأولين هو وأبوه وكانوا ممن يعذب في الله فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمر عليهم فيقول "صبرا آل ياسر فموعدكم الجنة" شهد المشاهد كلها ثم شهد اليمامة فقطعت أذنه ثم استعمله عمر على الكوفة

قال الحافظ ابن حجر وتواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم "أن عمارا تقتله الفئة الباغية" وأجمعوا على أنه قتل في جيش علي بصفين سنة سبع وثمانين وله ثلاث وتسعون سنة

(يهلك أمتي هذا الحي من قريش) أي طائفة من هذا الحي من قريش ففي رواية البخاري "هلاك أمتي على يد أغيلمة من قريش" و"أغيلمة" تصغير غلمة جمع غلام قال ابن الأثير المراد بالأغيلمة هنا الصبيان ولذلك صغرهم

ويحتمل أن يكون التصغير لضعف العقل والتدبير والدين قال الحافظ والمراد أولاد بعض من استخلف فوقع الفساد بسببهم فنسب إليهم

وقد أخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رفعه "أعوذ بالله من إمارة الصبيان قالوا وما إمارة الصبيان قال إن أطعتموهم هلكتم [أي في دينكم] وإن عصيتموهم أهلكوكم" أي في دنياكم والمراد أنهم يهلكون الناس بسبب طلبهم الملك والقتال لأجله فتفسد أحوال الناس ويكثر الخبط وتتوالى الفتن

(لو أن الناس اعتزلوهم) شرط محذوف الجواب تقديره لكان أولى بهم أو "لو" للتمني والمراد باعتزالهم ألا يداخلوهم ولا يقاتلوا معهم ويفروا بدينهم من الفتن

(قد مات كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده) وفي الرواية الواحدة والسبعين "هلك كسرى ثم لا يكون كسرى بعده وقيصر ليهلكن ثم لا يكون قيصر بعده" قال العلماء معناه لا يكون كسرى بالعراق ولا قيصر بالشام بعد أن ينقطع ملكهما

(والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله) "لتنفقن" بضم التاء وسكون النون وفتح الفاء مبني للمجهول وفي الرواية الواحدة والسبعين "ولتقسمن كنوزهما في سبيل الله" وفي الرواية الثانية والسبعين "لتفتحن عصابة من المسلمين أو من المؤمنين كنز آل كسرى الذي في الأبيض" أي الذي في قصره الأبيض أو قصوره ودوره البيض

(لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق) قال القاضي كذا هو في جميع أصول مسلم "من بني إسحاق" قال قال بعضهم المعروف المحفوظ "من بني إسماعيل" وهو الذي يدل عليه الحديث وسياقه لأنه إنما أراد العرب وهذه المدينة هي القسطنطينية

(إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود) "الغرقد" شجر من نوع شجر الشوك معروف ببلاد بيت المقدس قال الدينوري إذا عظمت العوسجة صارت غرقدة

(لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون) "يبعث" بمعنى يظهر ويخرج والدجل التمويه

فقه الحديث

أصل الفتن إدخال الذهب في النار ليظهر الجيد منه والردئ وتستخدم الفتنة شرعا فيما يقع فيه الإنسان من شدة ورخاء وفي الشدة أكثر استعمالا على أنها في هذه الحالات نوع من الاختبار ومنه قوله تعالى ونبلوكم بالشر والخير فتنة [الأنبياء 35] وتستخدم أيضا في الأفعال التي تصدر من الإنسان للإيقاع والإضرار بالآخرين ومنه قوله تعالى والفتنة أشد من القتل [البقرة 191] وقوله إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات [البروج 10] وتستخدم أيضا في الأمور العظام التي تحدث في آخر الزمان على أساس أنها نوع من الاختبار ولذلك قيل أصل الفتنة الاختبار ثم استعملت فيما يخرجه الاختبار

وأحاديث الباب تتناول أنواعا متعددة من الفتن

1- فالرواية الأولى وما بعدها إلى الثامنة تحذر من فتنة وخلاف وتفكك وحرب بين العرب

2- وأن هذه الفتنة قريبة تلحق المعاصرين

3- وأنها إذا جاءت تعم الصالحين مع الطالحين

4- وأنه إذا كثر الخبث وزاد الفساد كانت الفتنة أقرب للوقوع وتعرض الجميع للهلاك

5- وإذا عم العقاب كان رفعا لدرجات الصالحين

6- وأن جيش الظلم سيهاجم قوما مستجيرين بالبيت يخسف به والظاهر أنه لم يقع بعد وقد رد الراوي على من حمله على جيش أهل الشام الذي قتل ابن الزبير

7- ومن الرواية السابعة التباعد عن أهل الظلم والتحذير من مجالستهم

8- وأن من كثر سواد قوم جرى عليه حكمهم في ظاهر عقوبات الدنيا

9- وفي الرواية الثامنة علم من أعلام النبوة وإنذار وتحذير من الفتنة التي وقعت بالمدينة بقتل عثمان رضي الله عنه

10- ومن الرواية التاسعة والعاشرة التحذير من الفتنة والحث على اجتناب الدخول فيها

11- وأن شرها يكون حسب التعلق بها

قال الطبري اختلف السلف فحمل ذلك بعضهم على العموم وهم من قعد عن الدخول في القتال بين المسلمين مطلقا كسعد وابن عمر ومحمد بن مسلمة وأبي بكرة وآخرين وتمسكوا بالظواهر المذكورة وغيرها ثم اختلف هؤلاء فقالت طائفة بلزوم البيوت وقالت طائفة بل بالتحول عن بلد الفتن أصلا ثم اختلفوا فمنهم من قال إذا هجم عليه شيء من ذلك يكف يده ولو قتل ومنهم من قال بل يدافع عن نفسه وعن ماله وعن أهله وهو معذور إن قتل أو قتل وقال آخرون إذا بغت طائفة على الإمام فامتنعت من الواجب عليها ونصبت الحرب وجب قتالها وكذلك لو تحاربت طائفتان وجب على كل قادر الأخذ على يد المخطئ ونصر المصيب وهذا قول الجمهور وفصل آخرون فقالوا كل قتال وقع بين طائفتين من المسلمين حيث لا إمام للجماعة فالقتال حينئذ ممنوع وتنزل الأحاديث التي في هذا الباب وغيره على ذلك وهو قول الأوزاعي قال الطبري والصواب أن يقال إن الفتنة أصلها الابتلاء وإنكار المنكر واجب على كل من قدر عليه فمن أعان المحق أصاب ومن أعان المخطئ أخطأ وإن أشكل الأمر فهي الحالة التي ورد النهي عن القتال فيها وذهب آخرون إلى أن الأحاديث وردت في حق ناس مخصوصين وأن النهي مخصوص بمن خوطب بذلك وقيل إن أحاديث النهي مخصوصة بآخر الزمان حيث يحصل التحقق أن المقاتلة إنما هي في طلب الملك وقد وقع في حديث ابن مسعود "قلت يا رسول الله ومتى ذلك قال أيام الهرج قلت ومتى قال حين لا يأمن الرجل جليسه"

12- ومن الرواية الثانية عشرة رفع الإثم عن المكره على حضور المعركة أما القتل فلا يباح بالإكراه بل يأثم المكره بالإجماع

13- ومن الرواية الثالثة عشرة وما بعدها إلى الخامسة عشرة قال العلماء معنى كونهما في النار أنهما يستحقان ذلك ولكن أمرهما إلى الله تعالى وقد سبق شرح هذا الحديث في كتاب الإيمان

14- وفي الرواية الثامنة عشرة علم من أعلام النبوة فحصل كل ما أخبر به صلى الله عليه وسلم

15- وفي الرواية الرابعة والعشرين إشارة إلى فتنة المسلمين في عهد عثمان وقتله رضي الله عنه وقد سبق شرح الحديث في كتاب الإيمان

16- وفي الرواية السادسة والثلاثين وما بعدها الدخان

17- والدجال وقد سبق شرح أحاديثه في كتاب الإيمان

18- والدابة

19- وطلوع الشمس من مغربها وقد سبق شرحه في كتاب الإيمان

20- ويأجوج ومأجوج وقد سبق كذلك

21- وعيسى ابن مريم وقد سبق في كتاب الإيمان

22- وفساد آخر الزمان

23- ويخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة

24- وخروج الجبار الظالم من قحطان

25- وقتال الترك

26- وكثرة المال آخر الزمان

27- ومن الرواية السادسة والستين وما بعدها حتى الثامنة والستين قال العلماء فيه حجة ظاهرة في أن عليا رضي الله عنه محق والطائفة الأخرى بغاة قال النووي لكنهم مجتهدون فلا إثم عليهم لذلك

28- وفيه معجزة ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم من أوجه منها أن عمارا يموت قتيلا وأنه يقتله مسلمون وأنهم بغاة وأن الصحابة يقاتلون وأنهم يكونون فرقتين باغية وغيرها وكل هذا وقع مثل فلق الصبح

والله أعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hadet123.7olm.org
 
كتاب الفتن » باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ويل للعرب من شر قد اقترب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  كتاب الفتن » باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ويل للعرب من شر قد اقترب
» صحيح البخاريكتاب الفتن » باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ويل للعرب من شر قد اقتر
» صحيح البخاري » كتاب الفتن » باب قول النبي صلى الله عليه وسلم سترون بعدي أمورا تنكرونها
» كتاب الفتن » باب قول النبي صلى الله عليه وسلم هلاك أمتي على يدي أغيلمة سفهاء
» صحيح البخاري (كتاب الفتن » باب قول النبي صلى الله عليه وسلم سترون بعدي أمورا تنكرونها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى اسلامي رائع وضخم لأهل السنة والجماعة :: المنتدى الأول-
انتقل الى: